قراءة في نتائج الانتخابات الطلابية الأخيرة .. بقلم النائب فتحي قرعاوي

  • June 5, 2023, 8:06 am

قراءة في نتائج الانتخابات الطلابية الأخيرة

بقلم النائب فتحي قرعاوي

لم يكن مفاجئا لدى أصحاب الاطلاع داخل الأطر الإسلامية هذا الفوز الكاسح الذي حققته الإطارات الطلابية الإسلامية في الجامعات، خاصة النجاح وبيزيت، لكن المفاجئة كانت لدى الاتجاهات الأخرى، والتي لم تكن تتوقع أن يكون فوز الإسلاميين بهذا الحجم!، ألا أننا لا بد أن نضع عدة ملاحظات حول هذا الفوز والتي منها:

أن هذا الفوز جاء في الوقت الصعب، وغير المتوقع في الساحة الفلسطينية رغم الاعتقالات السياسية والتي لم تتوقف إلى الآن، ثم رغم الضغط الذي يمارسه الاحتلال على طلابنا وكتلنا خاصة في الجامعات الكبيرة، وكم من متابع يتعجب من حجم التفاف الجسم الطلابي حول الكتل الإسلامية، ولعل هذا يعكس الثقة والإخلاص ودقة العمل والنوعيات الفذة، التي ربما تتفوق فيها الكتلة الإسلامية عن غيرها.

إن الطالب اليوم وحتى الطلاب الجدد، باتوا يدركون جيداً حجم العطاء والبذل الذي تقدمه الكتل الإسلامية في الجامعات، وبالمقابل عدد القيادات الوازنة الموجودة في سجون الاحتلال من أبناء الكتل الإسلامية، وهذا يعكس ثقة الشارع فضلاً عن ثقة الحركة الطلابية في الجامعات.

وأمام ذلك بات على الكتلة الإسلامية اليوم وهي تقود حركة الشارع الطلابي وهي مقدمة لقيادة الشارع نفسه، أن تضع لنفسها قواعد ضبط لكثير من الأمور والتي في لحظة من اللحظات قد تودي بكل إنجازاتها لأن الكل خارج إطار الكتل الاسلامية يتابع ويراقب ويسجل وربما يكثر الانتقاد.

إن هذا الفوز رغم روعته فإنما يشكل حملاً إضافياً على الكتل الإسلامية، بأن تكون على قدر هذا الحمل، لأن فيه روح التحدي وإثبات الوجود، وفي جزء منه التعريف بخط الحركة الإسلامية ونهجها وذلك من خلال الممارسات على الأرض والفعل اليومي.

إن خدمة الطلاب اليوم واجب مقدس وفي ظل ملاحقة الحركة الإسلامية في الشارع وفي المؤسسات، بات على الحركة الطلابية اليوم أن تقوم بهذا الواجب وأن ترفع الراية وأن تقدم أفضل ما عندها بصورته النقية المعروفة لدى الجميع.

إن اختيار طلاب الجامعات ووضع ثقتهم بالحركات الطلابية الإسلامية إنما تعكس نقطتين مهمتين:

- على المستوى الداخلي للجامعة: تأكيد على جودة العمل النقابي الطلابي لهذه الكتل، ودورها الرائد في خدمة الطلبة.

- وعلى المستوى العام: اختيار لنهجها الذي تسلكه وهو النهج المقاوم والرافض للاستكانة في وجه المحتل وما تدفعه من ضريبة من حياة وأعمار أبنائها.

وهذا يلقي عبئاً واختباراً لهذه المصداقية، ومرهون باستمرار نهج الشفافية والمراجعة والمتابعة أولا بأول، ثم إحسان الصلة بالجسم الطلابي وعدم استعدائه مهما كانت الظروف.

هذا وغيره من النقاط يمكن أن تثبت الجسم الإسلامي وأن تعطي ثقة أوسع له بين جماهير الطلبة.

ما بعد النتائج:

إن ما جرى في الجامعات مؤخراً كان لا بد له من ثمن يدفعه الذين ساروا فيه، ولعل ملاحقة الاحتلال والاعتقالات التي لم تتوقف ضد الكتل الاسلامية وأنصارها إنما تشكل عوائق ومطبات أمام مسيرها، ولكن الكتل الإسلامية خبرت هذه العوائق، واستطاعت بصبرها والتفاف الشارع حولها وثقة الناس بها، أن تستمر في على هذا النهج رغم كل ذلك.

ليس سهلاً على من يعادي النهج الإسلامي كالمحتل وأعوانه أن يسمح لذراعها الطلابي أو أي ما يمثل الحركات الإسلامية أن يصل لأماكن اتخاذ القرار.

وليس أقرب مما جرى في المجلس التشريعي، والذي تم حله عنوة وبلا أي وجه حق، وذلك لأن الحركة الإسلامية هي من حصلت على استفتاء الناس في حينها، فهل من قرأ نتائج انتخابات الجامعات سيسمح بإجراء انتخابات تشريعية أو رئاسية على مستوى الوطن؟، وإن حصلت .. هل ستُحترم نتائجها؟! .. سؤال برسم الإجابة.

أخبار وفعاليات حديثة