مسيرة الأعلام.. وصمة عار في جبين الاحتلال
May 22, 2023, 12:05 pm
كلمة البرلمان
مسيرة الأعلام.. وصمة عار في جبين الاحتلال
انتهت مسيرة الأعلام الصهيونية التي حشد لها الاحتلال نصف ترسانته الحربية من جيش وشرطة وطائرات ومنظومات دفاعية (القبة الحديدية ومقلاع داوود)، ولم تتمخض سوى عن تأكيد الحقيقة الراسخة بأن الصهاينة لا حق لهم ولا مكان ولا سيادة ولا شرعية في قدسنا الأبية ومسجدنا الأقصى المبارك.
أيّ كيان مصطنع هذا الذي يحتاج إلى تجييش الآلاف المؤلفة كي يستطيع السير في شوارع القدس؟! وأيّ رعب وفزع ذاك الذي سكن قلوب الصهاينة وهم يحاولون عبثا إثبات أحقيتهم في المدينة المقدسة عبر السير ورفع الأعلام الصهيونية في شوارعها؟! وأيّ مستقبل ينتظر شذاذ الآفاق الذين حشدوا طاقاتهم الهائلة لمواجهة الرواية والسردية الفلسطينية الثابتة الضاربة في عمق التاريخ، والمؤسسة على جذور الثوابت والحقوق الوطنية الفلسطينية، فلم ينالوا سوى مزيد من الخيبة والخوف واجترار الوهم وانعدام الثقة في المستقبل؟!
مرّت مسيرة الأعلام الصهيونية ولم يجرؤ قادة الاحتلال على تغيير الحقائق والثوابت التاريخية والدينية في القدس والأقصى، وعجزوا عن فرض معادلاتهم، سياسيا وميدانيا، لينتصر شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة من جديد، ويبوء الاحتلال الصهيوني وقادته السياسيين والعسكريين والأمنيين بالخزي والعار.
من هنا يتبدى بجلاء عظم الإنجازات السياسية والعسكرية والميدانية التي كرستها معركة سيف القدس عام 2021 ومعركة الدفاع عن الأقصى في شهر رمضان الأخير ومعركة ثأر الأحرار مؤخرا، إذ بات قادة الاحتلال اليوم على قناعة كاملة أن القدس والأقصى والمقدسات دونها المهج والأرواح، وأن المقاومة الفلسطينية تمكنت من التفوق في معادلة الردع مع الاحتلال، وذلك بشهادة العديد من المفكرين والسياسيين والكتّاب الصهاينة.
ومن لطائف القدر أن تتزامن مسيرة الأعلام مع معركة ثأر الأحرار التي سبقتها مباشرة، ومع ذكرى النكبة الخامسة والسبعين التي تلتها مباشرة، لتؤكد للصهاينة أن أرضنا وقدسنا ومقدساتنا حقّ خالص لشعبنا، وأن هويتنا الوطنية والدينية غير قابلة للطمس أو التذويب، وأن مخططاتهم العنصرية وأجندتهم العدوانية في فرض واقع احتلالي جديد في القدس والأقصى إلى فشل محقق وإخفاق محتوم.
لقد أحيت الأطياف الفلسطينية كافة ذكرى النكبة بنكهة جديدة، نكهة الوحدة والقوة والمقاومة التي تجسدت نموذجا رائعا في معركة ثأر الأحرار، لترسل رسالتها البليغة إلى قادة الاحتلال: أن القدس قدسنا والأقصى أقصانا، وأننا سنحرر أرضنا ومقدساتنا قريبا، وعليكم أيها الصهاينة بالرحيل قبل فوات الأوان.
إن معركة ثأر الأحرار وذكرى النكبة، وما تحملانه من عبر ودلالات، تحملان الوفاء العظيم لأبناء شعبنا المرابط في الداخل والشتات، وفي مقدمته اللاجئين وأصحاب الألم والمعاناة، وأهالي القدس الصامدين في شوارع المدينة والمرابطين داخل ساحات الأقصى، كما تحمل لمسة وفاء سامية لدماء الشهداء والأسرى وأهليهم الكرام، ولرجالات المقاومة الباسلة، الذين يشكلون طليعة شعبنا في خضمّ مسيرته الكفاحية المتواصلة نحو تحقيق الحرية والنصر والاستقلال والدفاع عن الأرض والمقدسات.
إن المرحلة القادمة حبلى بالكثير من البشريات والمفاجآت، التي تحمل الرفعة والانتصار لشعبنا، والتراجع والهزيمة لعدونا، وما دامت المقاومة الباسلة تقود المعركة وتدير الصراع بكل قوة وعنفوان وإباء، وكل حكمة وإبداع وتوازن واقتدار، فإن على قادة الاحتلال أن يتوقعوا المزيد من التراجع والهزائم، وأن يستمروا في تجرع المرارة والخسران وصولا إلى لحظة التحرير والعودة بإذن الله.
وختاما.. فإن قدرنا في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس أن نظل طليعة هذه الأمة ورأس حربتها في معارك نصرة القدس والمسجد الأقصى وتحريرهما من الصهاينة الغاصبين، ونحن في المجلس التشريعي الفلسطيني نؤكد أن قضية الأقصى والقدس ستبقى على رأس سلم أولوياتنا، مجددين العهد أن نبقى مدافعين عن حياض الأقصى والمدينة المقدسة، مرابطين ثابتين في الخندق المتقدم والصف الأول المدافع عنها، حتى تشرق شمس الحرية على مآذن وباحات الأقصى المباركة بإذن الله.
كل التحية والإجلال والاعتزاز إلى أبناء شعبنا في القدس والضفة وغزة وأراضي الـ48 والشتات، وكل التحية للمقاومة الفلسطينية وشهدائها العظام، وإننا لمنتصرون منتصرون بإذن الله.
"وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ"